أدب الصعاليك - الجزء الثاني

في تدوينة سابقة ، تكلمت عن واحد من شيوخ الصعاليك وهو الشيخ المقدام والبطل المغوار حامي الديار اللي ما تنطفي له نار ولا ينهزم له جار واللي حارب الأستعمار إلين خلاه يدخل في الغار: عروة بن الورد (قولوا ونعم)، ولكن ترى ماهو بس الشيخ.

الشيوخ واجد هالأيام بو عنده حساب متروس ممكن يستوي شيخ.. (إنزين أبوي إنزين لا تشوفوا علي كذاك.. أنا أقصد الصعاليييييك..!!)

المهم، لم تكن مصادفة أن يكون زعماء التصعلك آنذاك إبتداءا بالشنفرة (أو الشنفري كما يقول بعض الأجداد) الازدي (طلع عماني من الأزد) و تأبطا شرا وعروة بن الورد وانتهاءا بالسليك بن السلكة (أما هذا اسمه بصراحة فزورة)، من الشعراء الأفذاذ الذين صوروا حياتهم في أشعارهم، فوضعوا بذلك اللبنة الاولى في (أدب التصعلك)، الذي كان يتّسم بالحدة (أي العصبية) والرفض( أي المعارضة.......غبنا)  والسخرية (أي المسخرة)،

وهذه المسخرة لم تطبع أدب تلك الفترة بطابعها ، وإنما ظلت واحدة من السمات ولكنها ليست الوحيدة على أية حال. تراه الصعلوك إذا ثار،  فإنه يحسم الخلاف مع خصومه بالسيف وليس بالشعر (أبوووووش) ، لذلك كانت الدراما تغلب على السخرية و (الفوضه بو مسوّينها) ليس فقط في صحراءهم بل وفي أشعارهم.

إنزين وبعدين؟

بعدين يا أولادي.. إستمرت الدراما (ما الدراما العمانية..!! لا تخلطوا) الصعلوكية على هذا المنوال ، فاتسمت بالصراع والعنف الدموي حتى أوائل العصر العباسي. ومع مرور الوقت وبفعل عوامل الإنفتاح (يعني كذاك مثل ما تشوفوا إمارة دبي وجبروه ودارسيت بالضبط، معاوية أبوي لا تزعل) و حياة الترف والبذخ والإنحلال صاروا الصعاليك باردين ومرتخيين شوية. 

فتحول العنف الدموي إلى العنف اللساني او الكلامي (يعني مثل الإتجاه المشاكس)، وخلع معظم المتصعلكين من الكتاب والشعراء سيوفهم ليستلوا سيف الشعر (يعني كذاك مثل برنامج شاعر التريليون.. بس على أيامنا ماشي فلوس !!). فاستُخدِم الشعر لجلد القبيلة والحكام والطبقات الغنية المستفيدة من الانفتاح (... هااااا في مو جالسين تفكروا تو؟؟) ، واتخذوا المدن والعواصم والحواضر الكبيرة ميدانا لنشاطهم وليس الصحراء كما كان الامر من قبل.

قولوا لييييييش؟

لأن أبوي هناك (القطط السمان) في الحكم والمال والجاه ترتع ،،ترتع،، ترتع.

والملاحظ أن في عصرنا هذا، أن هناك إنحسارا لأدب التصعلك (يعني بالعربي صاير بعضه قلة أدب!!)، وذلك يعود لانحسار أبرز الخصائص الفنية التي تنفرد بها هذه الظاهرة، ألا وهي أن بزوغ الأدب الصعلوكي نتيجة الحزن والفقر والجوع والألم والمأساة. يعني تريد تقول يا صعلوك إن هاليومين ماشي حزن وفقر ومأساة اللي كانت السبب في الإبداعات الشعرية عند جماعتك؟؟ أقولك، أجل (بالفصيح المليان)..

ولكن ليس بالمعنى المفهوم ميتافيزيقيا بل لو حلحلت الجانب الدرامي لوجدت أن القت مثلا كان وما زال الطعام المفضل للغنم -أجلكم الله- أما إذا نظرت إلى الزاوية القائمة لعرفت أن الحَكَمْ ألغى الهدف واحتسب ضربة جزاء لمنتخب الخصم ولذلك قام مدير منتخب الطائرة بكسر العصا اللي تستخدم لضرب الكرة على رأس .......

(ما كنه إفتر المخ.. شوية؟؟!!)

(إنزين أبوي بسنا نكد.. ما شي كمين بيت نبرد بهم فوادنا؟).. شي !! ولكن اليوم عندنا واحد شرّاني..ويعتبر من أشهر الصعاليك على الاطلاق :-

البطاقة الشخصية:

الإسم:  ثابت بن جابر ( ما جابر بن زيد.. لاتخلطوا) 

اللقب: تأبط شرا !!

إسم الأم: أميمة ( ما لميس !!)

عدد الأخوة: خمسة ذكور وقيل ستة ( الظاهر التعداد ناسي واحد.. يمكن كان في سباق الهجن!!)

 اللون المفضل: دموي

الأغنية المفضلة: غيب وانا غيب !!

بالنسبة لـ لقبه (تأبط شراً) ، فناس يقولوا أنه في يوم من الأيام تأبط سيفاً تحت إبطه، فجاء من يسأل عنه ، فردت أمه : أنْ تأبط سيفاً وذهب. ولكن كالعادة العرب ما ناخذ منهم غير الكلام، وناس يقولوا إن المسألة فيها إن !! فجاء بعضهم يشكك في مصداقية ذلك، ويردَون: أن السيف كان من رموز الشجاعة والفخر في الجاهلية (أما اليوم F16)، فـكيف يكون السيف شراً ؟؟ ، وناس غيرهم يقولون : أنه لـ كثرة شروره وقد يكون هذا الأصح (واسألوا الباحث ومعاوية ومحفيف لأني أعتقد أنهم كانوا مع بعض في ضرابة في سوق الجمعة يوم الخميس !!) .

ومصداقا لذلك يقول صاحبنا:

ولا أتمنى الشر والشر تاركي  **  ولكن متى أحمَل على الشر أركب

(كذاك العرب ولا فلا)

 ولكن الظاهر إن الشيخ (كغيره) كان يحب الفخر (وطني !!) والحماس (وفتح ، وحزب الله، وحزب العمال، وكردستان، وجمعية الفنون التشكيلية والمرأة العمانية!!)

المهم يا أولادي كان يقول:

يا عبد مالك شوق وإيراق    **  ومر طيف على الاهوال طراق

لاشيء أسرع مني ليس ذا عذر ** وذا جناح بجنب الريد خفاق

كان كثير الغارات على الاحياء وكان سريع العدو ( يعني 100م حواجز ما عنده مشكلة) ..

يجدر بالذكر (هذه دايما أسمعها في الأخبار) أن الصعاليك أضفوا على أنفسهم صفة الكرم إلى حد الافراط. وحتى أن الشيخ تأبط شراً‏ لم يبق على شيء لغده :‏

يقول أهلكت مالاً لو قنعت به  **  من ثوب صدق ومن بز وإعلاق‏

عاذلتي إن بعض اللوم معنفة  **  وهل متاع إن أبقيته باق‏

صعلوك وكريم ،، صح لسانك طال عمرك (مو طال عمرك والرجال ميت!!)

تأبط شراً، كانت له مغامرات عديدة في السيتي سنتر وسابكو والسي سي سي (صعلوك أشوفك قمت تعجن!!) عفوا عفوا أقصد في بطون أمهات كتب الأدب،عاد مغامراته كانت  تتأرجح مابين الحقيقة والخيال( يعني شي منها خريييييييييط) ، ومع إنه كذاك يعني شايف نفسه وفارد عضلاته ويضرب يمين ويسار وما مخلّي حد في حاله مرة بسيف ومرة بقصيدة، إلا انه في النهاية مات مقتولاً.

يقولوا إن قبيلة هذيل الله يصرفهم قتلوه.. عاد المسألة فيها شربكة.. وإذا كانت المسأله فيها تغطية أو تصفية أو استخبارات وجنايات .. فالشيمة طلعوني انا من المسألة واسألوا عمار المعمري  ومعاوية الرواحي توهم كاتبين عن مصائب قوم واللي طلعت عند قوم آخرين بشوية فوائد.... ترى هالأيام والواحد يخاف على عمره نعم.. ما تعرف تآمن حال من !!

المهم إن قبيلة هذيل بعد ما ذبحو تأبط شرا، عقّوه في غار كان يسميووووووه... يسميووووووه.. تذكر يا صعلووووووك


هيوا تذكرت.. كان يسميوووه غار رخمان (عاد مالقوا غير هالغار؟) نهاية تذكرني بنهايات مسلسل درايش !! او ليه لا ..لالي.. اوه ليه لاااااه...

المهم يالله بسكم .. وأراكم مع صعلوك آخر... فاصل ونواصل.. وعلو يو زماني..